قتل ما لا يقل عن 37 شخصا يوم الاحد خلال معارك دامية بين الجيش اللبناني ومسلحين من حركة "فتح الاسلام" التي تتمركز في مخيم "نهر البارد" للنازحين الفلسطينيين قرب مدينة طرابلس شمال لبنان.
فقد قتل خلال الاشتباكات 22 جنديا من الجيش اللبناني على الأقل، وأصيب 27 آخرون حسب بيان للجيش اللبناني، بينما قتل الجيش اللبناني 14 مسلحا من "فتح الاسلام".
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن مسؤولين داخل المخيم ان عشرة مدنيين قتلوا واصابة 50 بجراح.
وقد استخدم الجيش اللبناني المدفعية والدبابات في المعارك التي شاركت وحدات مغاوير الجيش فيها.
كما عزز الجيش مواقعه في شمال لبنان وضرب طوقا حول المخيم بعد استقدام تعزيزات عسكرية.
وتعتبر هذه الاشتباكات الاعنف منذ توقف الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت من 1975 الى عام 1990.
"فتح الاسلام"
وكان تنظيم "فتح الاسلام" اعلن عن نفسه في وقت سابق من هذا العام وانشق عن تنظيم "فتح الانتفاضة" الموالي لسورية.
تعرضت مواقع الجيش اللبناني للهجوم من داخل مخيم نهر البارد
ويعتقد ان لهذا التنظيم علاقات مع تنظيم القاعدة ويضم في صفوفه عددا من المقاتلين من الدول العربية ويتزعمه فلسطيني يدعى شاكر العبسي المحكوم في الاردن بالاعدام لدوره في قتل الدبلوماسي الامريكي لورنس فولي عام 2002.
وتقول بعض اوساط الغالبية الحكومية ان لتنظيم فتح الاسلام علاقة بالاجهزة الامنية السورية، وانه مسؤول عن الهجوم الذي استهدف حافلتي ركاب "عين علق" واسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص.
وتنظيم فتح الانتفاضة هو بدوره انشق عن حركة فتح في اواسط الثمانينيات من القرن الماضي ودخل في معارك ضارية ضد حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وقد ساندت سورية فتح الانتفاضة في هذا الصراع ولا يزال التنظيم مواليا لسوريا وله قواعد عسكرية في عدد من المناطق اللبنانية وخاصة قرب الحدود السوريةاللبنانية.
يعتقد أن لـ"فتح الاسلام" صلة بتنظيم القاعدة
وقد اتهم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة هذه المجموعة بأنها تحاول زعزعة الاستقرار في لبنان.
وقد أغلقت سوريا اثنتين من النقاط الحدودية مع شمالي لبنان بسبب التوترات الأمنية.
بداية الاشتباكات
وبدأت الاشتباكات بالأسلحة النارية فجر الاحد لدى قيام قوات الأمن بمداهمة شقة يقطنها عدد من عناصر فتح الاسلام في مدينة طرابلس في إطار تحقيقاتها في قضية سرقة بنكية.
وامتدت الاشتباكات الى مخيم نهر البارد حيث قام مسلحون من التنظيم بالاستيلاء على موقع تابع للجيش في مدخل المخيم وبدأوا في نصب كمائن لقوات الأمن وفتح النيران باتجاه الطرق المؤدية الى المخيم.
وأعقب هذا قيام الجيش باستدعاء المزيد من القوات التي اشتبكت بدورها مع المسلحين وقامت بقصف مواقعهم.
وقام الجيش اللبناني بتطويق المخيم حيث قصف بالأسلحة الثقيلة نقاطا تمركز فيها المسلحون داخل المخيم.
وأظهرت الصور التلفزيونية المنقولة من موقع الاشتباكات مشاهد أعمدة الدخان المتصاعدة من جراء القصف الذي استخدمت فيه الدبابات.
ومن جانبه قال أبو سليم المتحدث باسم فتح الاسلام إن الجماعة كانت فقط تدافع عن نفسها، ووصف الاشتباكات بانها "اعتداء غير مبرر من جانب الجيش اللبناني".
واضاف ابو سليم ان المشكلة بدأت مع تكرار اعتقال اعضاء التنظيم في طرابلس، وقال "ان التنظيم يدافع دائما عن السنة في لبنان".
ويقطن مخيم نهر البارد حوالي 30 ألف لاجئ فلسطيني. والمعروف أن الجيش اللبناني لا يدخل المخيمات الفلسطينية ويقتصر دوره على تأمين مداخلها.
ويقول جيم موير مراسل بي بي سي في بيروت إنه قد تكون هناك علاقة بين أعمال العنف هذه والتحركات الأخيرة من قبل مجلس الأمن لاقامة محكمة دولية لمحاكمة المشتبه في تورطهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وسوريا ضد هذه المحكمة، وتتهم بعض المصادر الحكومية اللبنانية سوريا بمحاولة إثارة المتاعب للحيلولة دون عقدها.
ارسل هذا الموضوع لصديق نسخة سهلة الطبع
اقرأ أيضاً:
ما هو الأمر الذي يندم بلير على عدم تحقيقه خلال فترة
رئاسته للحكومة البريطانية؟
"ديموقراطية ملك وكتابة" بعد التساوي في الأصوات
في الفلبين
أثارت ضجة في الصين : إبنة تقايض أمها على شبكة
الانترنت