عباس وهنية
غزة -وكالات - قال مسؤولون الجمعة إن مصر سحبت مبعوثيها من قطاع غزة احتجاجا على إطاحة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بحركة فتح المنافسة بالقوة.
وأضافوا أن رئيس البعثة اللواء برهان حماد غادر وبرفقته جميع أفراد البعثة المرافقة مع اعلان حماس سيطرتها على القطاع.
ورد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على سيطرة حماس على القطاع بحل حكومة الوحدة الوطنية التي تقودها حماس.
وانسحاب البعثة المصرية ضربة لحماس التي طالما رحبت بها القاهرة رغم العزلة التي فرضتها عليها القوى الغربية.
وتشترك مصر بحدود مع قطاع غزة حيث يعتبرها الفلسطينيون منفذا حيويا لهم من القطاع الذي تحده إسرائيل من جميع الجهات الأخرى.
وقال مسؤول في غزة على دراية بالقرار المصري رفض الكشف عن هويته "كان إجراء احتجاجيا بالطبع."
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن مصادر وصفتها بانها مطلعة قولها ان "الوزير عمر سليمان قد استدعى الوفد الأمنى للتشاور ومناقشة
الأوضاع الداخلية السياسية والأمنية."
وفي تقرير منفصل نقلت الوكالة عن مصدر مصري مسؤول قوله ان "مصر ستستمر فى مساعيها وجهودها لتحقيق استقرار الاوضاع فى الاراضى الفلسطينية وتحقيق السلام العادل الذى يكفل للشعب الفلسطينى حقوقه وسيادته كاملة."
وقال أحد المسؤولين إن العلاقات بين قطاع غزة تحت إدارة حماس ومصر باتت موضع شك حاليا. وأضاف "سيتطلب الأمر بعض الوقت لاتخاذ قرارات" بشأن كيفية إدارة العلاقات حاليا.
وبعد هجومها الذي استمر أسبوعا على مجمعات أمنية تابعة لفتح باتت قوات حماس متواجدة حاليا في معبر رفح على حدود القطاع مع مصر. كما شهدت الحدود نزوحا جماعيا إلى مصر من جانب مسؤولي فتح ورجال الأمن التابعين لها خشية حدوث عمليات انتقام من حماس.
ووصل 97 فلسطينيا أغلبهم مقاتلون من فتح إلى ميناء العريش المصري اليوم الجمعة على قارب صيد.
وكانت الوساطة المصرية قد تمكنت في الماضي من وقف موجات اقتتال بين حماس وفتح. وأعرب مسؤولون مصريون بشكل غير رسمي عن خيبة أملهم إزاء عدم كبح زعماء الفصيلين لأحدث جولة من العنف وأشدها حسما في قطاع غزة.
ويخشى الفلسطينيون أن يكون الإنسحاب المصري بداية لخطوات مماثلة من جانب قوى عربية وأجنبية أخرى في غزة مما يعمق عزلة القطاع الفقير.
من ناحية أخري أكد مصدر مسئول أن مصر لا تقر مبدأ فرض أى وصاية على قطاع غزة ، وانها لا ترغب فى فرض وصايتها على غزة وترفض هذا المبدأ رفضا قاطعا .
وقال المصدر - فى تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط - ان كل الجهود التى تبذلها مصر تستهدف استقلال الشعب الفلسطينى وتحقيق سيادته الكاملة على كامل أرضه ومقدراته .
وأوضح المصدر أن هذا الامر كان قد سبق أن أثير أثناء مباحثات السلام بين الرئيس الراحل انور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلى مناحم بيجن وأن مصر رفضت وقتها مبدأ الوصاية المصرية على قطاع غزة رفضا مطلقا .
وأكد المصدر فى ختام تصريحه أن مصر ستستمر فى مساعيها وجهودها لتحقيق استقرار الاوضاع فى الاراضى الفلسطينية وتحقيق السلام العادل الذى يكفل للشعب الفلسطينى حقوقه وسيادته كاملة .