مقاتل من حماس
يرى مراقبون ومحللون فلسطينيون، أن ما يجري من صراع دام في قطاع غزة وامتداده لبعض مناطق الضفة الغربية، يزيد من حالة الإرباك وفقدان الاتزان للسلطة الفلسطينية والنظام السياسي برمته الى حد انهم وصفوا السلطة كمن يسير على حبل السرك، مؤكدين ان مستقبل اكثر سوداوية بات ينتظر القطاع.
وقالت صحيفة الخليج إن
الأحداث الأخيرة دفعت التي يشهدها القطاع، ولا تزال متواصلة، الرئيس محمود عباس، للخروج عن تلك لحالة والبدء باتخاذ اجراءات تمهيدية لاتخاذ قرارات حاسمة على حد وصف مسؤولين مقربين منه.
وفي هذا الاطار حرص عباس على الاسراع بدعوة اللجنة التنفيذية للمنظمة واللجنة المركزية لحركة فتح لاجتماع في مقر الرئاسة لمناقشة القرارات التي يمكن ان يتخذها في محاولة لوقف حالة الانهيار، خاصة في ظل استهداف المسلحين التابعين لحركة حماس مقرات الأجهزة الأمنية.
وقال المستشار الاعلامي للرئيس عباس، نبيل عمرو في مؤتمر صحافي عقده صباحا في مقر الرئاسة برام الله ما يجري في القطاع واستهداف مقار الاجهزة الامنية محاولة لاختطاف القطاع وتحويله الى رهينة في ايدي جماعات خارجة عن القانون.
وأوضح ان عباس ومن خلال الاعتماد على خبراء ومختصين اجرى دراسة شاملة للوضع تمهيدا لاتخاذ قرارات واضحة بشأن الحكومة الحالية وبشأن مجمل الاوضاع المتفجرة في الاراضي الفلسطينية، موضحا عدم جواز استهداف مقرات الأمن التي تعرضت لاستهداف سابق من قبل الاحتلال “الاسرائيلي” بهدف أضعافها تمهيدا لإنهاء السلطة.
واشار محللون سياسيون الى مجموعة من الخيارات التي يمكن لعباس اتخاذها في هذا المضمار ومنها الاعلان عن حالة الطوارئ في القطاع، الا ان قيادات من حماس ومنهم صلاح البردويل رأى ان إقدام الرئيس على مثل هذا الخطوة لن تغير شيئا في ظل عدم وجود أدوات وأجهزة فاعلة لتطبيق حالة الطوارئ.
وقالت النائبة حنان عشراوي : لا يمكن معالجة الوضع القائم من دون انهاء مظاهر عسكرة المجتمع وضبط انتشار السلاح وتطبيق قانون حيازة الاسلحة المقر من المجلس التشريعي من اجل وقف حالة الفوضى السلاح”.
وأوضحت من بين الخيارات الممكنة اعلان حالة الطوارئ واستقالة الحكومة والمجلس التشريعي والاسراع بتشكيل جسم مؤقت للسيطرة على الاوضاع وعدم فتح المجال امام سيطرة الجماعات المسلحة على الشارع.
ومن جانبه اعتبر عضو المجلس التشريعي السابق، عزمي الشعيبي، ما يجري بأنه قرار من قبل احد الاطراف المشاركة في الحكومة التخلي عن الوسائل الديمقراطية التي اوصلتهم للحكم وفرض الحقائق على الارض بقوة السلاح، موضحا ان القرارات الممكن اتخاذها تتجه نحو اعتبار الجماعات المسلحة التي تعتدي على الأجهزة الأمنية جماعات خارجة عن القانون.
ويذهب محللون ومراقبون الى ابعد من موضوع الصراع الدائر بين فتح وحماس، حيث يرون ان نجاح حماس في السيطرة على غزة مغامرة كبيرة من الحركة التي ستجد نفسها محاصرة من قبل كافة الاطراف ومسؤولة عن إعالة قرابة مليون فلسطيني يعيشون في القطاع.