واصلت الشرطة البريطانية جهودها الثلاثاء لكشف أبعاد الهجمات الفاشلة بسيارات ملغومة على لندن وجلاسجو باسكتلندا.
وحددت اجهزة الامن هويات عدد أكبر من المشتبه فيهم والذين عمل جميعهم في قطاع الصحة البريطاني.
ويعتقد أن سبعة من الثمانية المشتبه بهم من الأطباء أو دارسي الطب، بينما عملت الثامنة من قبل كفنية مختبرات.
ومن ناحية أخرى أدان د. محمد عبد الباري، رئيس مجلس مسلمي بريطانيا، في مؤتمر صحفي، الهجمات في لندن وجلاسجو مشددا على أن "الذين يسعون لقتل أو تشويه الناس أعداء للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء".
كيف يمكن التعايش مع أناس يحبون الموت ولا يمتلكون لغة الحوار ويقتلون من يخالفهم الرأي؟ منذر العراقي
شارك برأيك: كيف يمكن عزل المتطرفين كما كرر التأكيد على التصريح الحكومي بأنه "من غير المقبول تحميل أي مجموعة دينية أو جالية بعينها مسؤولية جماعية عن أفعال القلة".
وأدان بيان صحفي للمجلس بشدة محاولات الهجوم الفاشلة ودعا لاجتماع يوم السبت لبحث سبل "هزيمة الارهابيين" على حد قوله.
وقد حددت وسائل الإعلام الأسترالية هوية أحد المشتبه فيهم والذي احتجز في بريسبن بأستراليا بأنه طبيب يدعى محمد حنيف، ويبلغ 27 عاما، وقد سبق وعمل في إنجلترا.
واحتجز حنيف وهو في طريقه ليستقل طائرة متجهة إلى الهند، بينما يجري التحقيق مع طبيب آخر في أستراليا.
تسلسل للأحداث منذ محاولات التفجير
29 يونيو: العثور على سيارتي مرسيدس تحويان بنزينا واسطوانات غاز ومسامير خارج ملهى ليلي بقلب لندن، وفي شارع قريب منه
30 يونيو: اعتقال شخصين في مطار جلاسكو باسكتلندا بعد اشتعال النار في سيارة تم قيادتها لصدمها ببوابات صالة الركاب الرئيسية
30 يونيو: اعتقال د. محمد عشا، 26 عاما، وامرأة كانت برفقته، 27 عاما، على طريق سريع بإنجلترا
1 يوليو: اعتقال رجل، 26 عاما، قرب محطة لايم ستريت بليفربول بإنجلترا
1 يوليو: اعتقال رجل، 28 عاما، وآخر، 25 عاما، في بيزلي
2 يوليو: احتجاز طبيب، 27 عاما، في أستراليا، والتحقيق مع طبيب آخر
وذكرت وسائل الاعلام الاسترالية أن اسم الطبيب الاخر هو محمد آصف علي، وأنه جار لحنيف وأنه لم يعتقل.
وحددت الشرطة هوية مشتبه به كان قد احتجز في ليفربول بانجلترا يوم الاحد بأنه يدعى سبيل أحمد، ويبلغ من العمر 26 عاما ويعمل كطبيب متدرب.
كما اعتقل شخصان في مدينة بلاكبرن لكن الشرطة لم تؤكد صلتهما بالهجمات الفاشلة.
واعيد افتتاح مبنى السفر رقم 4 في مطار هيثرو الاكثر ازدحاما في غرب لندن بعد إخلائه بشكل جزئي وإعادة تفتيش المسافرين إثر الاشتباه في إحدى الحقائب.
ويعتقد أن مروة عشا، زوجة المشتبه به الاردني محمد جميل عشا، اللذين اعتقلا على أحد الطرق السريعة، كانت تعمل كفنية في مختبر بأحد المستشفيات في حين يعمل زوجها طبيبا.
ونفت عائلة مروة كونها متطرفة وقال والدها لوكالة الاسوشيتد برس في الاردن "مروة شخصية مثقفة وقرأت الكثير من الروايات البريطانية لتتعرف بشكل أوثق على انجلترا التي تحبها كثيرا".
جميع المشتبه بهم عملوا في مستشفيات بريطانيا
وقد سلم الطبيب العراقي المشتبه به بلال عبد الله، الذي اعتقل في مطار جلاسجو السبت، ورجلين آخرين يبلغان من العمر 28 و 25 عاما، كانا قد اعتقلا في مساكن الاطباء بمستشفى رويال الكساندرا، إلى شرطة العاصمة لمواصلة التحقيقات.
ذات المهاجمين في لندن وجلاسجو؟ وعرف العاملون في المستشفى المشتبه به الذي أصيب بحروق شديدة يوم السبت خلال محاولته الاصطدام بسيارته الملغومة بمبنى الركاب بمطار جلاسجو، بأنه يدعى خالد أحمد وأنه لبناني الجنسية وأحد أطباء المستشفى.
ويعتقد أن خالد لا يزال في حالة حرجة في المستشفى ذاته. وترفض الشرطة تأكيد هوية سائق الجيب.
وقال مسؤول أمني بريطاني إن المحققين يبحثون فرضية كون ذات الاشخاص الذين وضعوا سيارتين ملغومتين في وسط لندن يوم الجمعة هم أنفسهم من اقتحم بالسيارة الجيب مطار جلاسجو، بحسب وكالة الاسوشيتد برس للانباء.
وأفادت مصادر أمنية أخرى أن التحقيقات أظهرت حتى الان أن أيا من المشتبه في صلتهم بالهجمات الاخيرة لم يكن يخضع للمراقبة في عمليات سابقة لها صلة بالارهاب.
غير أن تفاصيل بعض المشتبه بهم الحاليين كانت قد ظهرت أمام المحققين من قبل أو تم ربطها مع أو الاشارة إليها في إطار تحقيقات مع أشخاص أو عمليات أخرى سابقة.
إدانة قوية ليس هناك أي قضية يمكن أن تبرر مثل هذه الهمجية مجلس مسلمي بريطانيا
في هذه الاثناء أدان مجلس مسلمي بريطانيا محاولات الاعتداء وقال في بيان صحفي أصدره الثلاثاء "لنكن واضحين تماما بشأن هذا: ليس هناك أي قضية يمكن أن تبرر مثل هذه الهمجية".
ودعا البيان كافة فئات المجتمع البريطاني " بما فيهم المسلمين إلى التعاون بشكل كامل ودعم" جهود أجهزة الامن لانجاز التحقيقات.
وأشاد البيان "باللهجة التطمينية والهادئة لرئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ووزيرة الداخلية جاكي سميث في رد فعلهما على الهجمات الاخيرة والتي أوضحا فيها أنه من غير المقبول تحميل أي مجموعة دينية أو جالية أي مسؤولية جماعية عن أعمال قلة".
وأضاف البيان أنه "يجب التشديد على أن الارهابيين يسعون بشكل نشط إلى خلق الانقسام بيننا وتقويض قوتنا الجماعية. ومن الضروري حتى ننجح في جهودنا للتعامل مع تهديدات الارهاب أن نعمل معا. وهناك حاجة للثقة المتبادلة بيننا".
ودعا مجلس مسلمي بريطانيا إلى عقد اجتماع يوم السبت في مقر المركز الثقافي الاسلامي في لندن يحضره أبرز الائمة وزعماء الجالية المسلمية في أنحاء بريطانيا بهدف "مناقشة العمل بشكل أفضل مع الشركاء الاخرين، بمن فيهم الشرطة، لمحاولة إفشال وهزيمة الارهابيين الذين يسعون لمهاجمتنا".