: {سورة نوح}.
قال الله عزوجل: (ان ارسلنا نوحا الى قومه ان انذر قومك من قبل ان ياتيهم عذاب اليم قال ياقوم انى لكم نذير مبين ان اعبد الله واتقوه واطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى ان اجل الله اذا جاء لايؤخر لو كنتم تعلمون)
(صدق الله العظيم)
هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ - وهو إدريس - بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن ءادم أبي البشر.
وكان بين نوح وءادم عشرة قرون كما جاء ذلك في حديث ابن حبان.
وبالجملة فنوح عليه السلام أرسله الله إلى قوم يعبدون الأوثان قال تعالى إخباراً عنهم:
{سورة نوح}. وقد تقدم أن هذه أسماء رجال صالحين من قوم إدريس وكان لهم رجال يقتدون بهم فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم ان انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وانتسخ العلم عبدت.
بعث الله نوحاً عليه السلام إلى هؤلاء الكفار ليدعوهم إلى دين الحق وهو الإسلام والعبادة الحقة وهي عبادة الله وحده وترك عبادة غيره، وقال بهم: {سورة الأعراف}، ودعاهم نوح إلى الله بأنواع الدعوة في الليل والنهار والسر والإجهار وبالترغيب تارة وبالترهيب أخرى، لكن أكثرهم لم يؤمن بل استمروا على الضلالة والطغيان وعبادة الأوثان ونصبوا له العداوة ولمن ءامن به وتوعدوهم بالرجم: {سورة الأعراف} فأجابهم: {الأعراف} وقالوا له فيما قالوا بعد أن تعجبوا أن يكون بشر رسولا {سورة هود}.
لبث سيدنا نوح عليه السلام في قومه يدعوهم إلى الإسلام ألف سنة إلا خمسين عاما قال تعالى: {سورة العنكبوت}، وكان قومه يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه، حتى تمادوا في معصيتهم وعظمت منهم الخطيئة فلا يأتي قرن إلا كان أخبث من الذي كان قبله، حتى إن كان الآخر ليقول: قد كان هذا مع ءابائنا وأجدادنا مجنونا لا يقبلون منه شيئا. ومن جملة ما قال لهم {سورة هود} أي أن الله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ولكن اليأس لم يدخل قلب نوح بل أخذ يجاهد في إبلاغ الرسالة ويبسط لهم البراهين، ولم يؤمن به إلا جماعة قليلة استجابوا لدعوته وصدقوا برسالته