/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\
أحمد شاب مصري عادي جداً ... لا يميزه أي شيء عن باقي أصدقاءه ... بل حتى يكاد لا يميزه أي شيء عن معظم جيله من الشباب ... حتى اسمه غير مميز ونوعاً ما معتاد ولا يميزه أحد تلك الأسماء التي تشعر وكأنها تضرب أذنيك بمطرقة كي تسمعها ... أحمد محمد محمود عبد الله أحمد ...
فقط هو يعرف كيف ينتهز الفرصة حينما تأتيه ... ولو تأتيه فرصة على وشك الغرق يغطس ورائها للأعماق ليحوز عليها ... وبعد انتهازه للفرصة التي سنتحدث عنها أتت المرحلة الأصعب في حياته ...
ولكن قبل ذلك دعونا نتحدث عن حياته قبل الفرصة التي غيرت حياته ...
لمحة أخرى عن طباعه هي أن قلبه طيب للغاية وكأنه إنسان ليس من عالمنا ورغم كل محاولات الدنيا لتجريح قلبه فسرعان ما كان يطيب جرحه ويرجع لقلبه صفاءه وطهره الشديدين ... ولكن وكما يقال دائماً (دوام الحال من المحال) !
/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\
4 سنين من الدراسة الجامعية والسعي (الغير دؤوب في كثير من الأحيان) وراء الشهادة لكي يقال عنه أنه خريج جامعة ... وبالطبع مصير الشهادة معروف مقدماً بداخل برواز جميل على أقرب حائط في منزله ...
وكأي شاب جامعي (عادي) في بلدنا يوم تخرجه من الجامعة يقف على أعتاب الحياة العملية كالأبله تكاد تكون ملامح وجهه لا توحي بأي شيء كأنه تائه لا يدري ماذا يفعل ؟! هل سينضم إلى الفريق القومي للعاطلين فوق العشرين سنة ؟ هل سيبدأ في البحث عن وظيفة في الصحف في الباب الذي لم يعتد أبداً على قراءته (باب إعلانات مبوبة) ؟ أم أنه سيحاول من الآن جدياً في البحث عن (واسطة) لإقحامه في أحد الأعمال المعقولة ؟ أم أنه سيضطر إلى أخذ المزيد من الدورات التدريبية و(الكورسات) التي تؤهله بشكل عملي للحصول على فرصة عمل بعيداً عن كل ما درسه في الكلية (إن كان يُعتَبـَر من الأساس أن ما درسه في الكلية هو علماً وليس درب من دروب التهريج العلمي وطريقة دراسية أقرب إلى حد بعيد بمراجيح مولد النبي) ؟ أم أنه سيحاول الاتصال بأحد أقاربه في كندا أو إيطاليا أو السعودية أو الكويت ودول الخليج العربي أو إن شاء الله حتى في الجماهيرية العربية الإشتراكية الرأسمالية الغربالية المتفتحتة المتنمرة المسلطحة المفلطحة المنتفخة المتحدة ؟ كل شيء جائز ولكن المشكلة أنه لا يدري من أين يبدأ وكيف ؟
/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\
لم يستلسم صاحبنا إلى حالة التوهان هذه وسرعان ما استفاق منها وبدأ أحمد الرحلة إياها مشمراً ساعديه متوكلاً على الله ومستفتحاً بالواسطة !! ... وباختصار شديد وبدون كثير الكلام من النوع الذي يوجع القلب ولا يودي ولا يجيب فشل أحمد فشلاً ذريعاً في هذا الطريق بسبب عدم توفر الواسطة (الجامدة) التي تمكنه من الحصول على فرصة عمل ولو حتى متواضعة يبدأ بها حياته ...
/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\
إذاً فهناك طريق الإعلانات المبوبة في الصحف المصرية وعلى صفحات الإنترنت ... وتبع ذلك -بطبيعة الحال- الكثير من اللقاءات والمقابلات Interviews ... معظمها إن لم يكن كلها أقل ما توصف به أنها كانت فاشلة وغير ناجحة ...
/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\
أغلق أحمد صفحة الإعلانات وحاول تجاوز الأزمات النفسية التي سببتها له بعض المقابلات وحاول إغلاق تلك الصفحة من حياته وبدأ في فتح صفحة جديدة (تماماً كفريق الزمالك في موسم 2006/2007 كلما تضيع منه فرصة الحصول على بطولة يقول أنه سيغلقها ويبدأ في التركيز في البطولة التالية لها !) ... وسبحان الله ... ربما لأن أحمد زملكاوي فكان قدره كقدر فريقه في نفس الموسم بأنه فشل في جميع المحاولات وكلما فشل في محاولة يتناسها ثم يقول أنه أغلق صفحتها ثم يفتح صفحة جديدة ، وهكذا يغلق صفحة ثم يفتح الصفحة التالية لها حتى أغلق الكتاب كله في نهاية الأمر !!
/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\
ثم يأتي اليوم الموعود ... يفتح الموبايل ذلك الاختراع العجيب الذي يقرب البعيد (أو أنه في بعض الأحيان يبعد القريب) فترد عليه والدته على الطرف الآخر وفجأة تنفرج أساريره ويبتسم ابتسامه ذات معنى ... بالطبع ابتسامة ذات معنى وأي معنى ، فأحمد سمع مفاجأة من العيار الثقيل ... كان ينتظر تلك المفاجأة على أحر من الجمر ... ونظر لمجموعة من أصدقائه ممن كانوا بجواره في تلك اللحظة وتفيض ملامح وجهه بالفرحة الحقيقية التي لا تصدر إلا من القلب ، قائلاً : (باركولي يا جدعان) ...
/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\
يتبع >>>
مازال للحكاية بإذن الله بقية إذا كان في العمر بقية >>>