طباعة
قالت مصادر أمنية مصرية إنه تم إلقاء القبض على 59 مسلما بأمر النيابة العامة بتهمة المشاركة في مواجهات أمس مع أقباط في قرية بهما على بعد 60 كلم جنوبي القاهرة، وأوضحت المصادر أن أمر القبض على المشتبه فيهم صدر بعد الاستماع لإفادة عشرة أقباط أصيبوا في المصادمات.
وشارك المئات من المسلمين والأقباط في المصادمات بالعصي والحجارة إثر خلاف حول توسيع كنيسة على أرض محل نزاع. وقالت مصادر أمنية إن شائعات سرت بأن المسيحيين في القرية ينوون بناء كنيسة رغم أنهم لا يملكون ترخيصا بذلك، ما أثار غضبا بين المسلمين تحول إلى أعمال عنف بين الجانبين بعد صلاة الجمعة.
وأبلغ الأقباط أجهزة الأمن بأن خطبة الجمعة تناولت عملية توسيع الكنيسة مما أثار غضبا بين المصلين الذين تحركوا بعد الصلاة في مجموعات كبيرة تجاه الكنيسة. وقد تدخلت الشرطة المصرية وانتشرت في أنحاء القرية وشنت حملة اعتقالات لم يتضح ما إذا كانت قد شملت مسيحيين أم لا. وقالت الأنباء بأن عشرة منازل للأقباط وخمسة متاجر أحرقت أثناء المواجهات.
يشار إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك قرر نهاية عام 2005 منح المحافظين سلطة إصدار تراخيص بناء الكنائس بعد أن كانت خاضعة لقرارات رئاسية.
الأقباط ينتقدون عادة تبريرات الحكومة للمواجهات الطائفية(رويترز-أرشيف)
مواجهات سابقة
أما أعنف المواجهات الطائفية فقد وقعت نهاية عام 1999 ومطلع عام 2000 بقرية الكشح بمحافظة سوهاج بصعيد مصر وقتل فيها 20 مسيحيا ومسلم واحد.
وتعرضت الحكومة المصرية لضغوط كبيرة بسبب الحادث، خاصة بعد أن قضت محكمة مصرية في فبراير/شباط 2001 ببراءة 92 متهما وأصدرت أحكاما بالسجن على أربعة من المتهمين. وأعيدت المحاكمة مرة أخرى ليتم عام 2003 تبرئة 94 متهما والحكم بسجن اثنين فقط.
في يونيو/حزيران 2001 تظاهر آلاف الأقباط في مقر الكاتدرائية الأرثوذكسية بالقاهرة احتجاجا على نشر صحيفة النبأ المستقلة "صورا مشينة"لراهب قبطي.
في ديسمبر/كانون الأول 2004 تظاهر آلاف المسيحيين بالقاهرة احتجاجا على تحول زوجة قس للإسلام، وانتهت الأزمة بإعلان عودتها لديانتها.
وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول 2005 تجدد التوتر بعد قتل ثلاثة متظاهرين وجرح العشرات في مواجهات بمدينة الإسكندرية خلال احتجاجات للمسلمين على عرض مسرحية قالوا إنها تسيء إلى الإسلام.
الإسكندرية كانت مسرحا لحادث آخر يوم 14 أبريل/نيسان 2006 قتل فيه مسيحي وجرح نحو 12 آخرين في هجمات بالأسلحة البيضاء على ثلاث كنائس. ونسبت السلطات المصرية الحادث إلى شاب مسلم قالت إنه يعاني اضطرابات عقلية ما أثار غضب المسيحيين لهذا التبرير.
وتتباين التقديرات الرسمية والقبطية بشأن عدد المسيحيين في مصر، فالحكومة تقول إنهم يشكلون زهاء 6% من عدد السكان البالغ نحو 75 مليونا، فيما يقول المسيحيون إنهم يمثلون نحو 20% من السكان.