عبد الحليم حافظ والحب...........

على رغم مرور 30 سنة على رحيل عبدالحليم حافظ، فإن حليم يكاد يكون افضل تجسيد لمقولة الغائب الحاضر، تماما مثل العظماء الذين خلدهم التاريخ في كل مجالات الحياة والتقدم الانساني. نشاهده في افلامه، ونستمع الى اغنياته كأنها اعمال فنية جديدة، نتلهف لمتابعتها بشوق ومحبة، لا فرق في ذلك بين الاجيال التي عاصرته حيا، والاجيال التي جاءت بعد رحيله، وصولا الى الجيل الحالي، بدليل ان مبيعات اغنياته تحتل الى الآن المراكز الاولى في الانتشار والتوزيع. لكن ماذا عن النساء في حياة عبدالحليم حافظ؟
في هذه الحلقات نتابع قصص وحكايات حليم مع المرأة، حبيبة، وصديقة، وزميلة له في الغناء وفي السينما.
مازال العندليب يغرد ويعزف على اوتار قلبه ومشاعره المعذبة.. انه اكبر فنان وقع في قصص الحب والغرام، والمتتبع لمسيرته في هذا الخط العاطفي يؤكد ان حليم لم يتوقف قلبه قط عن النبض بقصص الحب والغرام الملتهبة وما بين قصص استمرت لساعات وايام قليلة الى اخرى كانت لها جروح غائرة في قلبه مازلنا نبحث وننقب عنها ونكشفها من خلال هذه الحلقة ايضا.
لكن بداية دعونا نتفق على ان حليم كان ماهرا في ان يشعر كل فتاة وكل امراة اراد ان يقترن بها ومعها بقصة حب انها وحدها تجلس متربعة داخل قلبه، وهذا ما يؤكده مفيد فوزي بقوله ان حليم كان ملولا وكان تواقا للتغيير وكانت كلمة واحدة كافية لإنهاء علاقة حب. وكان حليم يبدأ علاقته الغرامية حادا وينهيها فاترا جدا وتموت العلاقة بلا موعد.
الحب والصدق
وإذا كان العندليب قد احب ربما بعدد اصابع يديه الا انه كان صادقا بعدد شعر رأسه، وفي رأينا ان هذا هو الفنان الذي لا يستطيع ان يفرز فنه من دون ان يستنشق رحيق الحب.. اذ كيف نصدق انه يغني بكل هذا الصدق عن الحب من دون ان يكون محبا وفي قلبه حب ملتهب؟
كان من الصعب على حليم ان يغني للحب وهو بعيد عنه، لذا كان يشغل نفسه دائما بقصص حب حتى لو كان يعلم تماما ان نهاية هذه القصة او تلك هي الفشل، لكن كان حبه بشرط الا تذبل وردة الحب في حياته ابدا سواء تغيرت الورود ام بقيت وردة واحدة ولكن لديها القدرة على تجديد اوراقها وبث عطرها صباحا ومساء.
لقد صادق حليم العديد من النساء واحب العديد منهن بالطبع، ولم يكن يكذب في حبه بالتأكيد بل كان صادقا وكان يعيش في حالة عاطفية دائمة وعندما سئل العندليب: هل تعرضت للغدر في الحب؟
اجاب بقوله: نعم عرفت كل هذا ولكن عرفت ايضا النقاء والاحترام وأحلى المشاعر.
قصة حب فريدة
وكما يروي الاعلامي وجدي الحكيم الذي يؤكد ان في حياة حليم قصة حب فريدة اذا ما قارناها بكل القصص التي مر بها، وهي قصته مع السيدة المتزوجة التي كانت تعيش في الاسكندرية.. وهذه القصة بالذات كانت من جزئيات حياة عبد الحليم التي لا نعلم عنها الكثير يقول الحكيم: كل ما اذكره انها كانت متزوجة من شخصية مهمة في الخارجية، والتقى بها حليم في مصعد العمارة حيث كانت تسكن في الطابق التالي لمنزله، فصعد معها واوصلها حتى باب شقتها، وطلب منها ان يراها في اليوم التالي، فأخبرته انها متزوجة.
ولكن العلاقة بينهما استمرت، وكنا احيانا نسهر في منزله فيأتيه تلفون ترنك من اسكندرية فيضع السماعة وينظر الى سائقه عبد الفتاح ويقول له: روح هات الجماعة من اسكندرية ويكون هذا الكلام في الواحدة بعد منتصف الليل.. اي ان السائق سيستغرق اربع ساعات في الطريق ذهابا وايابا ليعود في الخامسة صباحا. فكنا نغادر منزل حليم في الساعة الثانية. وفي اليوم التالي كنا نجده نائما طوال النهار وطبعا لا نسأله عما حدث بعد خروجنا لاننا نعلم مدى حرصه على الاحتفاظ بتلك القصة بعيدا عن اعين الناس حتى اذا كانوا من اقرب الاصدقاء الى قلبه.
نوال الرملي
ومن عش الى آخر يغرد العندليب ويرمي شباكه على فتيات اعجبن به او انه اعجب بهن ومن دولة الى اخرى يطير العندليب. وقصة الحب هذه عاشها حليم مع فتاة لبنانية اسمها نوال الرملي، وهي شقيقة المذيعة التلفزيونية هيام الرملي. احبها عبد الحليم حبا صادقا وكان يحرص على لقائها اثناء زيارته المتعددة الى لبنان. ولكن لم يتم زواجهما بسبب تركيز عبد الحليم الشديد على عمله وفنه حيث كان يعطي لهما كل وقته ومجهوده ويضعهما في المقام الاول حتى قبل حياته الشخصية.
نوال الحلوات
ونوال هذه غير نوال ابنة قرية الحلوات التي كان والدها الشيخ نصر الدين امام جامع قرية الحلوات، وماتت منتحرة حزنا على رحيل حليم في اليوم التالي من تشييع جنازته.
كانت نوال ترتبط بحليم بقصة حب مجنونة ولكنها من طرف واحد، وهي بالطبع من طرف الفتاة. بدأت علاقتها بحليم بوصية من والدها الذي كان يعتبر حليم مثل ابنه. قال لها وهو على فراش الموت: عندما تضيق بك الحال اذهبي الى عبد الحليم فسوف يساعدك..
وذهبت اليه، وكان حليم خير من تحمل تلك الامانة وتعهد بأن يتكفل بنفقة المصروفات الخاصة بها اثناء دراستها بكلية الطب. ولكن نوال وقعت في غرام العندليب في علاقة حب قوية لم تكشف عنها الا بهذه الطريقة المأساوية والمدوية وعن طريق الانتحار..
فما اعنف هذا الحب وما افدح الثمن التي دفعته تلك الفتاة المسكينة التي راحت ضحية قصة حب صورها لها خيالها المريض بان حليم يبادلها الشعور نفسه.
شقيقة صباح
وما بين نوال المصرية ونوال اللبنانية كان حليم على موعد مع قصة غرام اخرى بطلتها هذه المرة شقيقة المطربة صباح وترتبط اغنيته 'صدفة' بهذه التجربة العابرة.
يقول الكاتب منير عامر في كتابه انه عندما سئل حليم عن حقيقة تلك القصة رد بقوله: هل يوجد رجل عاقل يمكن ان يضع نفسه بين فكي انوثة واحدة من اسرة المطربة صباح؟
ورد منير: ومن قال ان الحب عاقل؟
فأردف حليم: الحب مجنون صحيح، ولكن كل الذي حدث بيننا لمحة اعجاب بواحدة تنتمي الى اسرة فنية، وكنت اريد ان اقدمها للسينما. واتصلت فعلا بالمخرج عز الذي ذو الفقار الذي ابدى استعداده لعمل تجربة تصوير لها واذكر انها حضرت معي مونتاج اغنية 'صدفة.. يوم ما قابلتك مرة صدفة.. يا للي جمالك اجمل صدفة'.
وعندما وصف حليم تلك الفتاة قال عنها: انها من النوع الذي يعجبك، تبدو كاسبانية مدللة تجيد الرقص.. والذي عاش مثلي يعلم انه قد يوجد للحظة على القمة ولحظة اخرى على سرير المرض ويصبح التعلق بالحب هو الدليل المبهج الوحيد الذي يقول لي ان الحياة مازالت مستمرة .
صدقوني عندما اقول ان المراة تبدو لك رومانسية وخيالية وانها تحب الحنان، ولكن هناك رادارا حساسا في اعماقها يحسبها بكل التفاصيل.. فاذا ما تأكدت المرأة بأنك لست لها او انك متردد في الارتباط بها، تبحث عن طريقة تخربشك بها وتترك اثار اظافرها على وجهك كعلامة واضحة على الانتقام.
انها سعاد شقيقة صباح ومازال حليم يروي اسرار وتفاصيل القصة بنفسه ويقول: البداية كانت جميلة وكانت رحلة من رحلات الحنان التي تفاجئك فتشكر السماء انها اهدتك تلك الهدية وقد قضت معي ثلاثة ايام على اساس ان يتعرف كل منا على الآخر وحضرت معي مونتاج اغنية 'صدفة' كما ذكرت وقد ذهل من جمالها نصري عبد النور مهندس التسجيل ولم تطرأ فكرة الزواج على رأسي لكنها جاءت على لسانها فقلت لها: ان الزواج ليس كالحب.. فالحب يهاجم الانسان وقد لا اعجبك كزوج وبعدها بدأت هي تتعلق بمذيع مشهور وكان عمرها في ذلك الوقت لا يتعدى 18 عاما.
حبيبة متنكرة
اما هذه القصة فهي من القصص الغريبة حقا اذ انها بدأت في احد البلاد العربية عندما رآها حليم و دعاها لزيارة مصر وحضرت بالفعل لكنها كانت متنكرة وباسم غير اسمها وامضت عدة ايام في ضيافة العندليب وكان حليم يشتري لها هدايا كانت عبارة عن احزمة من الذهب الخالص وبعد رحيلها عن مصر عائدة الى بلدها ظل حليم يذكرها عند اصدقائه بشيء من الشوق واللهفة وكانت هذه الفتاة سيدة معروفة جدا في بلدها.
وحليم احب ايضا في رحلة مرضية الى امريكا فتاة تسمى 'دوفي' فقد ذكر في مذكراته الشخصية ان اغرب ما في الدنيا هو ان تحس بالحب من جديد، كأن احدا يمسح من داخلك كل الآمال السابقة ويفتح امام عيونك نورا جديدا وتكاد ترقص من الفرحة ولكن قلبك لا يترك لك الفرصة انه يرقص بدلا منك وتقول لنفسك ما الذي حدث لي.. هل انا طفل صغير حتى يحدث لي ذلك ؟ ولكني اعرف اني تعديت الاربعين وانني الآن اعيش في الوهم الجميل.. ان 'دوفي' ليست امراة عادية.. ان جمالها ليس صارخا.. ولكنك تحس انها اميركية مختلفة.
فتاة المبتديان
ومن ملف المعجبات بحليم هذه القصة الطريفة التي نطلق عليها فتاة المبتديان.. حيث كان حليم اثناء الدراسة يخشى الوقوع في الحب ظنا منه ان الحب ليس وقته الآن او انه شيء قد يعوق تفكيره وقدرته على الاستذكار والقدرة على النجاح لذا كان يريد ان يكون متفرغا للدراسة..
وكان معهد الموسيقى المسرحية يحتل قصرا يقع بجوار مؤسسة دار الهلال في المكان الذي تشغله الآن مدرسة المبتديان الثانوية التجريبية وكان حليم يتردد على دار الهلال لقضاء بعض الوقت مع عدد من كتابها ومحرريها لدرجة انه كان يكتب بعض المقالات في مجلة الكواكب ولكن جاء ذات يوم الى دار الهلال فزعا قائلا: هل تذكرون حكاية مجنون ليلى؟
واضاف: لقد قابلت واحدة مجنونة مثل مجنون ليلى وبدأ يسرد التفاصيل وهو انه كان في محطة اتوبيس وفي طريقه من معهد الموسيقى المسرحية الى معهد الموسيقى العربية بجوار الاسعاف في شارع رمسيس واقتربت منه فتاة يبدو انها تلميذة في احدى المدارس الثانوية، وامسكت بيده وصافحته بحرارة، ثم ضغطت على يده، وقدمت له اوتوجرافا ليكتب عليه كلمة على سبيل الاهداء ويوقع بامضائه. ولم يكن هو قد اعتاد على هذا الامر كثيرا فامسك به وراح يقلبه.. فعادت تتعجله في كتابة اهدائه ولكنه طلب منها كتابة ما تريد ثم يقوم هو بالتوقيع على كلامها.
كتبت الفتاة عبارة تقليدية عن التمنيات والاماني، ثم فوجئ بها تخطف الاوتوغراف وتنصرف بسرعة. ولم يشغل نفسه بهذا التصرف الغريب ولكن في اليوم التالي وفي الموعد نفسه فوجئ بالفتاة ومعها الاوتوغراف نفسه وطلبت منه تكرار الامر نفسه.. وبالفعل امسك بالقلم ليوقع على عبارة جديدة كتبتها هي بخط يدها ولكنه لاحظ هذه المرة انه هو الوحيد الذي يوقع على هذا الاوتوجراف.
سألها لماذا لا توجد توقيعات لغيره من المشاهير؟
قالت: لا يهمني احد سواك ولا اريد ان اعرف احدا غيرك.. انا اريدك انت فقط.
واصبح العندليب على موعد غرامي يومي مع هذه الفتاة ليوقع على صفحة جديدة كل يوم في الاوتوجراف والطريف انه عندما كانت تتأخر الفتاة عن موعدها كان العندليب ينتظرها الى ان قال لها ذات يوم: هو انا لوحدي حامضي كل الصفحات هاتي امضيه كله وخلاص!
فقالت الفتاة: ايوه انا احضرته مخصوص علشانك وفي اثناء كلامها جاء الاتوبيس فقفز العندليب بداخله فشاطت الفتاة قائلة: يعني مش عايز تشوفني.. اصلك خاين.. وراحت تودعه بمرارة بعد ان استشعرت ان هذا اللقاء هو الاخير.
حليمة
في احد الايام التي كان حليم قد حقق فيها الشهرة وكان يذهب بين الحين والآخر للسهر في الفنادق الكبرى او تسجيل اغانيه في استوديوهات الاذاعة، وجد ذات يوم على باب الاذاعة طالبة من معهد الموسيقى قدمت نفسها اليه باسم حليمة، فقال لها: اي خدمة؟ غضبت من الرد، فقال حليم بعدم اهتمام:
افندم.. واندفعت الفتاة في موجة من الهجوم القاسي على حليم قائلة: انا جئت مخصوص علشان اقولك ازاي تطلع في التلفزيون يا استاذ وتقول انك بتفضل العلاج في مستشفيات لندن، وازاي تقول انك بتشتري هدومك جاهزة من الخارج ومش ممكن تفصلها في مصر.. ارجوك راجع نفسك علشان احنا بنحبك وبنحترم فنك وكمان بلاش السهر مع الامراء.. هو انت محتاج يا استاذ؟
والى هنا لم يستمر العندليب في هدوئه بل استشاط غضبا وقال: مرفوض التدخل في حياتي الشخصية يا مدموزيل!
قالت حليمة: اسهر براحتك في بيتك.. مش في كازينو..
قال العندليب: انت حد مسلطك علي يا آنسة؟
قالت ابدا: ابن خالي بيشتغل في كازينو الشيراتون وشافك هناك.. والكل بيجاملك وانت ضعيف قدام المجاملة.. اوعى تفتكر اني من انصار فريد الاطرش وجاية اهاجمك لحسابه. انا طالبة في معهد الموسيقى وبموت في اغانيك وايضا لا اريد ان اكون مطربة.. يعني ليس هناك مصلحة بيني وبينك.
هنا شعر حليم بالاحترام تجاه تلك الفتاة الشابة ودعاها لدخول الاذاعة معه وفي ركن هادئ استكمل الحوار بهدوء اكثر وتجرأت حليمة اكثر لتقول للعندليب: ان حياتك الشخصية لما تبقى حدوته في فم الناس ما تبقاش لطيفة.
واضافت حليمة: يمكن دي اول وآخر مرة نشوف فيها بعض.. ارجوك تفكر في كلامي انا بدافع عنك قدام عيلتي.. لقد قال لي احد افراد اسرتي: صاحبك ـ عبد الحليم ـ اصبح صديق الكبار ونسي الناس اللي جاء منها.
قال عبد الحليم: بعد ان دمعت عيناه ان هذه اول مرة اراك فيها ولكنها لن تكون الاخيرة.
أقوى حب بعد ديدي
وطلب عنوانها وذهب الى اسرتها فيما بعد مستقلا سيارة اجرة وتعرف على اسرتها المتواضعة وتكررت زياراته لهم. وبدأت حليمة تدق الابواب المغلقة في قلب حليم واعتبر هو ان هذه اقوى قصة حب في حياته بعد فراق حبيبته جيجى التي سرقها منه الموت. وغنى حليم لمنيرة 'زى الهوا' لأول مرة بالتوزيع الجديد في منزل اسرتها وكان يقول ان منيرة فيها الكثير من جيجى.. العينان الواسعتان.. الصراحة.. الكبرياء.. حتى طول القامة.. وتعلق بها العندليب وحينما كانت تغيب عنه وتمضي اياما لا يسمع صوتها كان يشعر بالاختناق.
وكما بدأت قصتها فجأة وبلا مقدمات، كانت النهاية فجأة ايضا حينما صحا حليم على خبر ان ابن عمها قد سبقه في الاقتران بها. كان اكثر جرأة من حليم واكثر حسما عندما طلب منيرة للزواج ووافقت الاسرة باعتبار انه لا يخطر ببال احد منهم ان العندليب قد يكون فكر يوما في الزواج من ابنتهم ابنة الطبقة الفقيرة الكادحة.. ولكنه في الحقيقة كان يتمنى ذلك

وزيرة عدد الرسائل : 379 تاريخ التسجيل : 26/04/2007

الله عليك ياااااحليم بجد موضوع تحفة

عبد الحليم حافظ والحب........... Serenity

قشطه يا مان جامد هيه ديه المواضيع يا حلم

شكرا يا جماعة على ردودكم واستنوا حاجات تانية كتيييييييييييييييييييييير

موضوع جمد طحن

شكرا على المرور

جامد يا باشا

الموضوع بجد جامد جدا

موضوع تحفه

بجد الوضوع جميل