جاء تعاقد الزمالك مع اللاعب الأردني الدولي خالد سعد والذي يشغل مركز الجناح المدافع الأيسر ليطرح العديد من التساؤلات حول جدوى التعاقد مع اللاعب خاصة في ظل وجود لاعب بحجم ومكانة طارق السيد الذي يلعب في نفس المركز.
فالزمالك كان بحاجة للتعاقد مع لاعبين مدافعين مساكين وهو ما تحقق بالتعاقد مع بشير التابعي وكريم ذكري ، كما انه في حاجة للتعاقد مع لاعب وسط مدافع وحارس مرمى وربما رأس حربة "هداف" ، بالاضافة إلى أهم مركز يحتاجه الفريق الأبيض وهو مركز الجناح المدافع الأيمن والذي به خلل واضح ولم ينجح في شغله كل من يوسف حمدي وأحمد حسام أو حتى أحمد غانم سلطان.
أما مركز الجناح المدافع الأيسر فلم يكن الزمالك في حاجة الى التعاقد مع لاعب جديد فيه في ظل وجود المتألق طارق السيد ومعه أسامة حسن الذي من الممكن أن يكون بديلا لطارق في بعض المباريات القليلة في حال تعرضه للاصابة أو للايقاف ، ولذلك فأن التعاقد مع خالد سعد لم يكن قرارا صائبا من مسئولي الفريق الأبيض من الناحية الفنية لأنه من الصعب أن يلعب خالد وطارق معا ، وبالتالي فإما أن يجلس خالد على مقاعد البدلاء وبالتالي يكون التعاقد معه غير مفيد ، واما ان يلعب أساسيا على حساب طارق وما هو ما سيفقد الفريق عنصرا مهما وقد يسبب بعض المشاكل لوجود نجم بحجمه على مقاعد البدلاء خاصة وأنه قائد الفريق الثاني بعد حازم امام.
وفي رأيي أن تعاقد الزمالك مع خالد سعد ليس له سوى معنى واحد وهو أن الزمالك أراد حرمان الأهلي من التعاقد مع اللاعب بعدما كان قد قطع شوطا طويلا في المفاوضات معه خاصة وأن الأهلي في حاجة ماسة للتعاقد مع لاعب في هذا المركز في ظل المستوى المتواضع الذي ظهر به الثنائي أحمد شديد قناوي وطارق السعيد هذا الموسم وأيضا في ظل صعوبة عودة جلبرتو لمستواه السابق بعدما ابتعد عن الملاعب قرابة العامين بسبب الاصابة.
والتعاقد مع لاعب بغرض حرمانه من الانضمام للمنافس لم يعد أمرا جديدا على ساحة الكرة المصرية ولكنه مجرد حلقة جديدة في مسلسل لعبة "القط والفار" أو "عنتر ولبلب" والذي حدث مرارا وتكرارا بين الغريمين الأهلي والزمالك في السنوات الأخيرة.
وقد كان الأهلي متفوقا بشدة في حلقات هذا المسلسل من قبل وقد نجح في خطف العديد من اللاعبين كانوا قريبين من الانضمام للزمالك وضمهم الأهلي ليس للحاجة اليهم ولكن بغرض حرمان الزمالك من التعاقد معهم واضعافه فنيا وقد نجح تماما في ذلك وحدث ذلك من قبل مع نادر السيد ومحمد عبد الله وأكوتي مانساه وعمرو سماكه ولكن جميعهم فشلوا مع الأهلي وبدأوا في الرحيل عن الفريق واحدا تلو الأخر.
ولكن واحقاقا للحق فأنه في الفترة الأخيرة وتحديدا منذ تولي ممدوح عباس رئاسة النادي الأبيض تفوق الزمالك على الأهلي في معظم الصفقات الحديثة والتي تنافس عليها الفريقين بدءا من عمرو ذكي مرورا بشيكابالا ثم بشير التابعي وأخيرا الأردني خالد سعد وكان سيتفوق أيضا في ضم النجم المحترف أحمد حسن لاعب أندرلخت البلجيكي والذي لا يعلم الكثيرين أنه كان قريبا جدا من ارتداء القميص الأبيض لولا تمسك ناديه به في اللحظات الأخيرة.